شبكة كما الامارات

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    دموع امراة

    كما الامارات
    كما الامارات
    .. {نــــآئبـ آلمدير} ..
    .. {نــــآئبـ آلمدير} ..


    ~[ عمرٌَـــيً : 29
    انثى
    ~[ رصيدٌَــــيـً : 15

    بطاقة الشخصية
    بطاقة الشخصية:
    دموع امراة Left_bar_bleue2/2دموع امراة Empty_bar_bleue  (2/2)

    GMT - 8 Hours دموع امراة

    مُساهمة من طرف كما الامارات الثلاثاء نوفمبر 04, 2008 4:22 pm

    وجدتها جالسة منزوية في أحد الأركان البعيدة المظلمة , فأسرعت أقترب منها الخطا وأفزعني ما رأيت فإذا بالوجه الجميل المشرق قد تبدل وحل بدلا منه وجه كئيب عابس قد خطت فيه الدموع نهران, ونظرت إلى ثيابها العطرة فلم أجد سوى ثياب رثة ممزقة , قلت لها والقلب يملؤه الحزن لحالها : ماذا حل بك يا جميلة الجميلات أين وجهك المشرق أين أناقتك المعهودة فرفعت رأسها في حزن وقالت في صوت خافت لا يكاد يُسمع : دعتي وشأني يا هذا واتركني لحزني وألمي . قلت لها : كيف أتركك في مثل هذا الحال ماذا بك ؟ ماذا ألم بك ؟ قالت في حزن وعجب : ألا تعرف ماذا أصابني ألا تدري حقا ماذا ألم بي ؟ وكأني بك كنت غائبا أو مسافرا فطأطأت رأسي في خجل وحياء : عفوا حبيبتي فقد شغلتني عنك الدنيا ولكن حبك مازال يملأ قلبي وماذا نبضي يهتف باسمك , فهزت رأسها في حزن و كأنها تعلم إجابتي من قبل أن اذكرها .
    قلت لها : خبريني ماذا أصابك ؟ لعلي أخفف عنك ما أنت فيه ؟ فردت قائلة : إن مصابي جلل وفجيعتي عظيمة قلت متعجبا ألهذا الحد مصابك عظيم فقالت : كيف لا ومصيبتي في اقرب المقربين لي ز قلت لها : من هم ؟ أهم أخواتك أم أبناؤك ؟ فردت حزينة كأنك حددت سبب تعاستي بالضبط . قلت فماذا فعل بك أخواتك : فردت قائلة أنهم في واد وأنا في واد كل منا قد شغلتها حاجتها عن أخواتها فيمرض منا من يمرض فلا تمد لها أختها يدها لمساعدتها. قلت لها وماذا فعل أبناؤك ؟ فإذا بالدموع تجري في مجريها وارتفع النحيب والبكاء فربطت على ظهرها مهدئا فقالت أن مصابي في أبنائي لشديد فقلت ماذا حل بهم فردت قائلة لقد ألقوني إلى الكلاب والذئاب تنهش لحمي وعرضي ؟ فرددت مستنكرا كيف هذا وأنت الأم الحنون التي طالما خفضت جناحيها لتغطي أبناءها وتمنحهم الدفء والحنان . فقالت والقلب يعصره الألم : لقد كسوتهم من عري وأسقيتهم من عطش وأطعمهتم من جوع وآمنتهم من خوف فكان جزائي مثل جزاء سنمار فلم اشتد عودهم رموني بسهام الغدر والخديعة ز قلت ماذا فعل هؤلاء الأبناء العاقين ؟ فقالت : بل أن شئت فقل ماذا لم يفعلوا بعد ؟ لقد طال شرهم إخوتهم
    فسبب جشعهم مات احد أبنائي غرقا ولم يحاكم الجاني بل انه ينعم بحياته بعيدا عني ومات آخر حرقا وتم التكتم على الجاني الحقيقي ومات ثالث تحت الأنقاض وأيضا لم يُحاكم من أهمل وتسبب في موته وتشرد الباقون ووقعوا فريسة سهلة للإدمان والبطالة وسوء الأخلاق . فقلت : يا للهول افعل كل هذا ابن من أبناؤك كيف لي أن أتصور أن يقدم ابن على مثل هذا الفعل المشين يترك أمه فريسة للذئاب ويقتل إخوته إن مثل هذا الابن لا يستحق أن يكون ابنا لك يا أماه ؟ فنظرت لي في حزن ولسان حالها يقول ألم تشارك أنت أيضا في هذه المهزلة بانشغالك عني ؟ فقمت واقفا ونفضت غبار السلبية عن كتفي وأخذت بيديها وقلت لها : هذه يدي أمدها إليك أماه فأنا نبت طيب من أبناؤك فاغفري لي تقصيري في حقك وتقصير أخوتي الآخرون الطيبون ولسوف تجدين منا ما يِسرك ويُفرح قلبك الحزين ؟ ورفعت صوتي مناديا : هلموا إليّ إخوتي هلموا لننهض أمنا الحنون من كبوتها وعثرتها هلموا شباب الإسلام هلموا لرفعة أمتكم مدوا لها سواعدكم لتقيموا صرحها العالي وتعيدوا لها مجدها التليد استيقظوا وايقظوا من خلفكم هيا بنا للعمل هيا بنا للفلاح هيا بنا للجهاد , وسكت برهة فإذا بي أسمع من هناك أصوات تهتف : حي على الجهاد حي على الفلاح حي على العمل ورأيت من بعيد أفواجا من أبناء أمتنا تلبي النداء. فأخذت أهتف معهم و أردد (حي على الجهاد حي على الفلاح حي على العمل ...... ) وهنا شعرت بيد تحركني وتهزني في سرعة فإذا بي أجد ابني الصغير أحمد يهزني قائلا : بابا اصحي إنت بتتكلم وإنت نايم . فنظرت حولي فوجدتني نائما عل سريري في غرفتي فهززت رأسي باسما وقلت : خير اللهم اجعله خير

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 20, 2024 2:50 am